الاثنين، 17 أكتوبر 2016

صفحات مشرقة من تاريخ السنة - الفصل السابع والأخير - مع أهم المراجع



الفصل السابع
أشهر رواة الحديث من الصحابة

الرواة عن رسول الله كثيرون جداً، وقد تفاوتوا في عدد المرويات عنه تفاوتاً كبيراً، فلم يكونوا على درجة واحدة، فبعضهم تجاوز الثلاثة آلاف، وهو أبو هريرة، ومنهم من تجاوز الألفين، وهم عائشة، وعبدالله بن عمر، وأنس بن مالك، ومنهم من تجاوز الألف، وهم عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وآخرون بالمئات، كابن مسعود، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأم سلمة، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعاً.
ومن تجاوز المئة، كسهل بن سعد، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي بن كعب، وعثمان بن عفان، وأبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً.
وأصحاب العشرات كسلمة بن الأكوع، ووائل بن حجر، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأم حبيبة وميمونة رضي الله عنهم جميعاً.
وأصحاب الآحاد كالحسين بن علي، وأم المؤمنين جويرية، ومالك ابن الحويرث، وخالد بن الوليد رضي الله عنهم جميع([1]).
ويبقى آخرون لم يؤثر عنهم رواية عن رسول الله، وفي هذا الفصل سنتناول أشهر رواة الحديث من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي، وكتب أخرى.
1)  أبو هريرة:
الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله، أبو هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ، كان من أوعية العلم مع جلالته وتواضعه، وكثرة عبادته.
اسمــه:
اختُلف في اسمه على أقوال جمة، كما اختلف في اسم أبيه، أرجح هذه الأقوال: عبد الرحمن بن صخر الدوسي من قبيلة دوس في اليمن.
كنيته:
المشهور عنه أنه كني بأولاد هرة برية، قال: وجدتها، فأخذتها في كمي، فكنيتُ بذلك.
أمــه:
قال الطبراني: وأمه ـ رضي الله عنها ـ هي ميمونة بنت صبيح. وقيل أميمة.
شيوخــه:
حمل عن النبي علماً كثيراً مباركاً ـ لم يلحق في كثرته ـ وعن أبي بكر وعمر وأسامة بن زيد، وعائشة وغيرهم، وفي القرآن قرأ على أبي بن كعب.
تلاميذه:
حدث عنه كثير من الصحابة والتابعين، فقيل: بلغ عدد من روى عنه ثمانمائة نفس.
رقـة حــاله:
هاجر من اليمن إلى المدينة، وكان من أهل الصُّفَّةِ، يعيش في المسجد لا مال له ولا عمل، وقد جاع أبو هريرة واحتاج، ولزم المسجد، فقد قال محمد بن سيرين: كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان([2]) من كتان، فتمخط، فقال بخ بخ! أبو هريرة يتمخط في الكتان!! لقد رأيتني وإني لأخِرُ فيَّا بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشياً علي، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع([3]).
يقصد يجلس الرجل على صدره يظنه مصروعاً، فيرقيه أو نحو ذلك.
بــره بأمــه:
كان رضي الله عنه بارَّاً بأمه، يحب لها الخير في كل شيء، ومن مظاهر برِّه بأمه، ما رواه يزيد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: (كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله ما أكره، فأتيت رسول الله وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عَلَيَّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله: اللهم أهد أم أبي هريرة. فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف([4])، فسمعت أمي خشف قدمي([5])، فقالت: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء([6])، قال: فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن جملها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول الله، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال: قلت يا رسول الله أبشر، قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال: خبرا. قال: قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا. قال: فقال رسول الله الله: اللهم حبب عبيدك هذا – يعني أبا هريرة – وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين. فما خُلِقَ مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني).([7]).
حفظه رضي الله عنه وروايته:
كان رضي الله عنه رأساً في القرآن، وفي السنة، وفي الفقه، وقال ابن عمر لأبي هريرة مرة: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله وأحفظنا لحديثه([8]).
وكان حفظه من المعجزات النبوة، إذ كان التابعون يتعجبون من كثرة رواياته وقوة حفظه، ويتساءلون عن صدق ذلك، وقد نقل إلينا أبو سلمة بن عبد الرحمن دفاع أبي هريرة عن نفسه، وذكر سبب حفظه لكل ما يرويه رغم قصر الفترة التي قضاها مع الرسول فقال: إن أبا هريرة رضي الله عنه قال: (إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله بمثل حديث أبي هريرة؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل أخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكنت أمرأً مسكيناً من مساكين الصفة، أعي حين ينسون، وقد قال رسول الله في حديث يحدثه: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول. فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى رسول الله مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله تلك من شيء)([9]).
كما حكي أبو الزعيزعَة ـ كاتب مروان ـ حكاية عن حفظ أبي هريرة، وشدة إتقانه، فقال: إن مروان أرسل إلى أبي هريرة، فجعل يسأله وأجلسني خلف السرير، وأنا أكتب، حتى إذا كان رأس الحول، دعا به فأقعده من وراء الحجاب، فجل يسأله عن ذلك الكتب، فما زاد ولا نقص ولا قدم ولا آخر.
أما من جهة كثرة روايته فرواية أبي هريرة عن نفسه أكبر دليل على ذلك، فقد قال: ليس أحد أكثر حديثاً عن رسول الله مني إلا عبد الله ابن عمرو، فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب([10]).
أما عدة أحاديثه فهو أكثر الصحابة رواية، فقد بلغ مسنده أربعة وسبعين وثلاثمائة وخمسة آلاف حديث (5374 حديث).
توجيه كثرة مرويات أبي هريرة مقارنة بغيره:
لم ينفرد أبو هريرة بكثرة الرواية عن النبي، وإنما كانت روايات أبي هريرة أكثر من غيره لأسباب نوجزها فيما يأتي:
1- عن أبي هريرة، قال: (إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً. ثم يتلو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى قوله {الرَّحِيمُ}. إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم. وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون. ويحفظ ما لا يحفظون). رواه البخاري([11]).
2- دعاء النبي له بالحفظ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثاً أنساه، قال: أبسط رداءك. فبسطته. قال: فغرف بيديه ثم قال: ضمه. فضممته، فما نسيت شيئاً بعده). رواه البخاري([12]).
3- تفرغ أبي هريرة للتعليم.
4- كثرة تلامذته والناقلين عنه، فكان عدد تلامذته قريباً من ثمانمائة.
5- تأخر وفاته، فقد توفي سنة 57هـ، وقيل 58هـ.
ثم إن هذه الأحاديث المنقولة عنه تنقسم إلى ما يأتي:
1- ما كان ضعيف السند لا يصح عن أبي هريرة.
2- ما كان مكرراً.
3- ما كان له أكثر من إسناد.
4- ما رواه عن أكابر الصحابة كالعشرة المبشرين وأمهات المؤمنين وغيرهم.
5- ما كان موقوفاً عليه من كلامه.
6- ثم إن هذه الأحاديث منها ما هو من قوله، أو وصف لفعله، أو تقريره أو صفته الخَلقية أو الخُلقية.
واتفق البخاري ومسلم على إخراج ستة وعشرين وثلاثمائة، وانفراد البخاري بثلاثة وتسعين، وانفراد مسلم بثمانية وتسعين، ثم إن جُلَّ الأحاديث التي رواها أبو هريرة لم ينفرد بها عن رسول الله بل شاركه في روايتها غيره من الصحابة.
تواضعــه:
كان رضي الله عنه متواضعاً جداً، والحادثة الآتية تبين لنا ذلك، فقد أقبل يوماً وهو يسير في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذ خليفة لمروان على المدينة، فقال لمن كان يسير أمامه: أوسع الطريق للأمير.
خوفه من الله:
روى من حضر أيام أبي هريرة الأخيرة، فأخبر أن أبا هريرة بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: (ما أبكي على دنياكم هذه؟ ولكن على بعد سفري وقلة زادي، إني أمسيت في صعود، ومهبطه على جنة أو نار، فلا أدري أيهما يؤخذ بي)([13]).
مكانته في الفتوى:
احتج المسلمون قديماً وحديثاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه، وناهيك أن ابن عباس يتأدب معه، ويقول: (أفت يا أبا هريرة).
وقال ابن حزم في كتاب (الإحكام في أصول الأحكام): "المتوسطون فيما روى عنهم من الفتاوى: أم سلمة أم المؤمنين، أنس بن مالك، أبو سعيد الخدري، أبو هريرة، عثمان بن عفان، عبد الله بن عمرو بن العاص، عبد الله بن الزبير، أبو موسى الأشعري، سعد بن أبي وقاص، سلمان الفارسي، جابر بن عبد الله، معاذ بن جبل، وأبو بكر الصديق. فهم ثلاثة عشر فقط، يمكن أن يجمع من فتيا كل امرئ منهم جزء صغير جداً"([14]).
أبو هريرة والولاية:
كان رضي الله عنه ممن يستعان به في إدارة أمور المسلمين عند غياب ولي أمرهم، كما سبق ومر قبل سطور، وقد استعمله عمر بن الخطاب على البحرين، فقدم بعشرة آلاف.
فقال له: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت، فنظروا فوجده كما قال.
فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليوليه، فأبى. فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيراً منك: يوسف عليه السلام. فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمه، أخشى ثلاثاً واثنين.
قال: فهلا قلت خمسة؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي.
وفاته رضي الله عنه:
قال هشام بن عروة: إن عائشة وأبا هريرة ماتا سنة سبع وخمسين قبل معاوية بسنتين.
وقيل: صلى عليه الأمير الوليد بن عتبة بعد العصر، وشيعه ابن عمر وأبو سعيد، ودفن بالبقيع.

2) عبد الله بن عمر:
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، أبو عبد الرحمن، القرشي، العدوى، ثم المدني، الإمام القدوة، شيخ الإسلام.
أمــــه:
أمه وأم حفصة أم المؤمنين: زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون الجمحي.
مولـــده:
ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة، وقد حَدَّث بذلك، فقال: (عرضت على رسول الله يوم بدر، وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فردني، وعرضت عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فردني، وعرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فقبلني).
إسلامه وهجرته:
أسلم وهو صغير، ثم هاجر مع أبيه، ولم يبلغ الحلم، وهو ممن بايع تحت الشجرة.
شيوخه:
روى علماً كثيراً نافعاً عن النبي، وعن الخلفاء الأربعة وابن مسعود وعائشة وزيد بن ثابت وغيرهم.
تلاميــذه:
روى عنه أكثر من 130 راوياً، أشهرهم ابنه سالم، ونافع مولاه.
فضلــــه:
شهد له بالفضل الجميع، وعرف عنه علو الهمة، وترفعه عما ينزل به من أمور الدنيا من شهوات أو حظوظ نفس، وذلك صوناً لنفسه وعرضه أن يناله أحد بسوء، قال ابن مسعود: (إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا ابن عمر)([15]).
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه.
وروى عنه من وجه آخر أنه قال: كان عمر في زمان له فيه نظراء، وكان ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير([16]).
ورعـــه:
كان رضي الله عنه مثالاً في الورع، فقد روى سالم بن أبي الجعد عن جابر أنه قال: (ما منا أحد أدرك الدنيا إلا مالت به، ومال بها، غير عبد الله بن عمر)([17]).
وقال طاوس: (ما رأيت رجلاً أورع من ابن عمر) ([18]).
تدينه وتتبعه لآثار رسول الله:
اشتهر رضي الله عنه بتتبعه لآثار رسول الله في كل شيء، حتى في المنازل التي كان ينزل بها في حجة، ويصلي في كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي نزلت تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء، لئلا ييبس([19]).
وعن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أنه قال: (ما ذكر ابن عمر رسول الله إلا بكى، ولا مر على ربعهم([20]) إلا غض عينيه)([21]).
وقال حبيب الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهم)([22]).
وذكر نافع صوم ابن عمر وفطره، فقال: (كان ابن عمر لا يصوم في السفر ولا يكاد يفطر في الحضر).
علمه وإتقانــه:
كان رضي الله عنه حريصاً على تأدية ما سمع من رسول الله كما هو، فقد قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ألا يزيد فيه ولا ينقص ولا ولا من عبد الله بن عمر.
ويعد ابن عمر من أئمة الدين، وذلك لما قاله مالك عنه، فقد قال: أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة، يقدم عليه وفود الناس.
وزاد في رواية: فلم يخف عليه شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.
وقال: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد ابن عمر([23]).
حكمته:
قال الليث بن سعد وغيره: كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليَّ بالعلم كله. فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل.
ابن عمر والخلافة:
حاول بعض الصحابة مراودة ابن عمر ليقبل الخلافة، لكنه كان يهرب منها دائماً، والحادثتان الآتيتان تبينان لنا شدة نفور ابن عمر من الخلافة:
حدّث الحسنُ (البصري) سلامَ بن مسكين، فقال له: لما قتل عثمان ابن عفان، قالوا لعبد الله بن عمر: إنك سيد الناس، وابن سيد، فاخرج نبايع لك الناس، قال: إني والله لئن استطعت ألا يهراق بسببي محجمة من دم([24]). فقالوا: لتخرجن أو لنقتلنك على فراشك. فقال لهم مثل قوله الأول.
قال الحسن: فأطمعوه، وخوفوه، فما استقبلوا منه شيئاً حتى لحق بالله([25]).
وحاول مروان بن الحكم أن يغري ابن عمر بالخلافة – وذلك بعد وفاة معاوية بن يزيد بن معاوية ـ فقال له: هلم يدك نبايع لك، فإنك سيد العرب وابن سيدها. قال ابن عمر: كيف أصنع بأهل المشرق؟ قال: نضربهم حتى يبايعوا. قال: والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة، وأنه قتل بسببي رجل واحد([26]).
وفاته رضي الله عنه:
عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: مات أبي بمكة، ودفن بفخ سنة أربع وسبعين، وهو ابن أربع وثمانين، وأوصاني أن أدفنه خارج الحرم، فلم نقدر فدفناه بفخ([27]) في الحرم في مقبرة المهاجرين.
وقال الإمام الذهبي: وهو القائل ـ يقصد ابن عمر ـ : كنت يوم أحد ابن أربع عشرة سنة، فعلى هذا يكون عمره خمساً وثمانين سنة رضي الله عنه وأرضاه.
ولابن عمر في مسند بقي بن مخلد ألفان وستمئة وثلاثون حديثاً (2630 حديث)، اتفق الشيخان على مئة وثمانية وستين حديثاً، وانفرد له البخاري بواحد وثمانين حديثاً، ومسلم بواحد وثلاثين.
وقال ابن حزم في كتاب "الإحكام": المكثرون من الرواية والفُتيا من الصحابة سبعة، وذكر ابن عمر منهم، وقال: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم([28]).

3)  أنس بن مالك:
ابن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام، الإمام المفتي المقرئ المحدث، رواية الإسلام، أبوه حمزة الأنصاري الخزرجى النجاري المدني خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، و تلميذه، وآخر أصحابه موتاً بالبصرة.
له صُحبة طويلة، وحديث كثير، ومُلازمة للنبي صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إلى أن مات صلى الله عليه وسلم.
مولـــده:
كان رضي الله عنه يقول: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي تحثني على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم)([29]).
ولم يعده أصحاب المغازي في البدريين، لكونه حضرها صبياً ولم يقاتل، بل بقي في رحال الجيش.
شيوخه:
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً جماً، وعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاذ وأبي هريرة، وأمه أم سليم بنت ملحان، وخالته أم حرام وزوجها عبادة ابن الصامت، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلاميذه:
روى عنه خلق عظيم، منهم الحسن البصري، وابن سيرين، والشعبي، وثابت البناني، وعمر بن عبد العزيز، وقد سرد صاحب التهذيب([30])، نحو مئة نفس من الرواة عن أنس، وبقي أصحابه الثقات إلى بعد الخمسين ومئة.
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له:
كان رضي الله عنه ذا مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك مما أخبر به عن نفسه حين قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعيدوا سمنكم في سقائه، وتمركم في وعائه،، فإني صائم). ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة، فدعا لأم سليم وأهل بيتها. فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خويصة. قال: (ما هي؟) قالت: خادمك أنس. فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به. قال: (اللهم أرزقه مالا وولداً وبارك له فيه). فإني لمن أكثر الأنصار مالاً. وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة"([31]).
كرامة بيَّنة:
كان رضي الله عنه مجاب الدعوة، فقد روى ثابت البنائي ـ تلميذ أنس رضي الله عنه فقال: جاء قيم أرض أنس فقال: عطشت أرضك. فتردى([32]) أنس ثم خرج إلى البرية، ثم صلى ودعا، فثارت سحابة، وغشيت أرضه ومطرت حتى ملأت صهريجه، وذلك في الصيف، فأرسل بعض أهله، فقال:  أنظر أين بلغت؟ فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيراً.
وكرامة أخرى عظيمة: قال المثنى بن سعيد: سمعت أنساً يقول: ما من ليلة إلا وأنا فيها حبيبي، ثم يبكي.
ورعـــــه:
عُدَّ أنس رضي الله عنه من المكثرين من الرواية، رغم ذلك فإن الرواية الآتية تبين تورعه رضي الله عن الرواية، فقد ذكر ثابت البناني أنه قيل لأنس: ألا تحدثنا؟ قال: يا بني، إنه من يُكثر يهجر([33]).
قال الذهبي: ثبت مولد أنس قبل عام الهجرة بعشر سنين، وأما موته، فاختلفوا فيه، فروي أنه مات سنة إحدى و تسعين، وروي عن ابن له: سنة اثنين وتسعين. وقال عدة: مات سنة ثلاث وتسعين، فيكون عمره على هذا مئة وثلاث سنين.
مسنده ألفان ومئتان وستة وثمانون حديثاً (2286 حديث)، أتفق البخاري ومسلم على مئة وثمانين حديثاً، وانفرد البخاري بثمانين حديثاً، ومسلم بتسعين.
وهو من المتوسطين في الفُتيا، كما ذكر ابن حزم في كتاب الإحكام في أصول الأحكام([34]).

4)  عبد الله بن عباس:
حبر الأمة وإمام التفسير، وفقيه عصره، أبوه العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي المكي.
أمـــه:
هي أم الفضل: لبابة بنت الحارث بن حزن بن بُجير الهلالية، من هلال بن عامر، أخت أم المؤمنين ميمونة.
مولـــده:
ولد بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنوات.
هجرته:
انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صح عنه أنه قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين([35]).
وأخرج البخاري من حديث ابن عباس أنه تلا قوله تعالى: }إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ{، فقال: كنت أنا وأمي ممن عذر الله([36]).
شيوخــه:
صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين شهراً، وحدّث عنه بجملة صالحة، وعن عمر، وعلي، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وخلق، وقرأ القرآن على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت.
تلاميذه:
ذكر صاحب التهذيب أن عدة من روى عنه: مئتان سوى ثلاثة أنفس، منهم أبناؤه ومواليه، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل، وأبو أمامة بن سهل وغيرهم من التابعين. وقرأ عليه مجاهد، وسعيد بن جبير وطائفة.
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالعلم الفقه:
إذا أراد الله بعبد خيراً حبب إليه العلم، وقد أراد الله تعالى لابن عباس الخير الكثير حين حبب إليه العلم والفقه في الدين، كيف لا؟ وقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بدعوات صالحات في هذا الأمر، فقد أخرج البخاري عنه عدة روايات نقتطف منها قول ابن عباس عن ضمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال: اللهم علمه الحكمة). وفي رواية: (اللهم علمه الكتاب)([37]).
وأخرج الشيخان عن اهتمامه بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعنايته بوضوئه، قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءً، قال: من وضع هذا؟ فأخبر. فقال: اللهم فقهه في الدين)([38]).
طلبه للعلم وتفوقه فيه:
لقد مر معنا في فصل سابق([39])، كيف كان ابن عباس يطلب العلم، ويذهب إلى بيوت الصحابة، ويتوسد رداءه تسفي عليه الريح من التراب، وهو ينتظر قيامهم من قيلولتهم من أجل أن يسمع حديث رسول الله صل الله عليه وسلم منهم.
وروى طاوس عن ابن عباس أنه قال: إني كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله. فقال: إنه من حيث تعلم. فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية: }إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{ [النصر – 1]، فقال: أجل رسول الله صل الله عليه وسلم، أعلمه إياه. قال: ما أعلم منها إلا ما تعلم([40]).
وقال ابن مسعود: ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس.
وقال مجاهد: كان ابن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو أمير الموسم (الحج)، فافتتح سورة النور فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثل هذا، لو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.
وقال ابن حزم في "كتابه الإحكام في أصول الأحكام" بعد أن ذكر المكثرين من الرواية والفتيا وذكر ابن عباس معهم، قال: وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب ابن أمير المؤمنين ـ المأمون ـ فُتيا ابن عباس في عشرين كتاباً، وأبو بكر المذكور أحد أئمة الإسلام في العلم والحديث([41]).
وفاتـــه:
توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين، وقيل: عاش إحدى وسبعين سنة، وصلى عليه محمد بن الحنفية.
مسنده ألف وستمائة وستين حديثاً (1660 حديث)، وله من ذلك في الصحيحين خمسة وسبعون، وانفرد البخاري بمئة وعشرين حديثاً، وتفرد مسلم بتسعة أحاديث.

5)  أم المؤمنين السيدة عائشة:
بنت الصديق، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر: عبد الله بن أبي قحافة، عثمان بن عامر القرشية، التيمية المكية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أفقه نساء الأمة على الإطلاق.
أمــــها:
هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس الكنانية.
مولـــدها:
كانت رضي الله عنها ـ ممن ولد في الإسلام، وهي أصغر من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بثماني سنين، وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
شيوخها:
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً طيباً مباركاً، وعن أبيها وعن عمر، وفاطمة، وسعد، وغيرهم.
تلامذتها:
حدّث عنها المئات من صحابة وتابعين، كابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن الزبير، وزينب بنت أبي سلمة، والحسن، وسعيد بن المسيب، وطاوس، وعروة بن الزبير، والشعبي، وصفية بنت أبي شيبة، وعمرة بنت عبد الرحمن وغيرهم.
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم:
روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُرِيتَك في المنام مرتين، إذا رجل يحملك في سرقة([42]) حرير، فيقول: هذه امرأتك. فأكشفها فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه)([43]).
مكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم:
كان تزوجه بها صلى الله عليه وسلم إثر وفاة خديجة، فتزوج بها وبسودة في وقت واحد، ثم دخل بسودة، فتفرد بها ثلاثة أعوام، حتى بنى بعائشة في شوال بعد موقعة بدر، فما تزوج بكراً سواها، وأحبها حباً شديداً، كان يتظاهر به([44])، بحيث إن عمرو بن العاص وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها)([45]).
وروى عروة بن الزبير عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ (أنها استعارت من أسماء قلادة، فهلكت([46])، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة، فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه، فنزلت آية التيمم). فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيراً، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً، وجعل للمسلمين فيه بركة)([47]). وكان ذلك في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فضلها:
وحديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صل الله عليه وسلم يوماً: (يا عَائِشُ هذا جبريل يقرئك السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى) تُرِيدُ النبي صل الله عليه وسلم"([48]).
عملها:
لقد استفاض بين الناس علم عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفقهها ولجوء المسلمين إليها ليتزودوا ممن تضلعت من علم النبوة وأدبها، كيف لا وقد امتدحها صلى الله عليه وسلم في قوله: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)([49]).  
وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، كان علم عائشة أفضل.
وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا ـ أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ـ حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علم([50]).
وقال مسلم بن صبيح: سألنا مسروقاً: كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والذي لا إله غيره، لقد رأست الأكابر من أصحاب محمد صل الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض([51]).
وفاتها:
قال هشام بن عروة، وأحمد بن حنبل، وشباب([52])، وغيرهم: توفيت سنة سبع وخمسين، وكان عمرها ثلاثاً وستين وستة أشهر.
وقال نافع: شهدت أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع، وابن عمر في الناس، ولا ينكره، وكان مروان اعتمر تلك السنة، فاستخلف أبا هريرة([53]).
وقال عروة بن الزبير: دفنت عائشة ليلاً([54]).
ومسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث (2210 حديث)، أتفق البخاري ومسلم على مئة وأربعة وستين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، انفرد مسلم بتسعة وستين.

(تم بحمد الله ومنِّه)

 


فهرس المراجــــع

1-    الإحكام في أصول الأحكام، للحافظ أبي محمد: علي بن أحمد بن حزم الأندلسي الظاهري، حققه وراجعه لجنة من العلماء، الطبعة الأولى: 1404 ـ 1984، دار الحديث ـ القاهرة.
2-    أسد الغابة في معرفة الصحابة، للإمام عز الدين أبي الحسن علي بن محمد الجزري ابن الأثير ـ تحقيق : الشيخ: خليل مأمون شيحا، دار ا لمعرض بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ، 1997م.
3-    الإصابة في تمييز الصحابة، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دراسة وتحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ـ الشيخ علي محمد معوض. دار الكتب العلمية بيروت ـ الطبعة الأولى 1415هـ ـ 1995م.
4-    تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ـ حققه وراجع أصوله عبد الوهاب عبد اللطيف ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة الثالثة 1409 هـ ـ 1989م.
5-    تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ 1402هـ ـ 1982.
6-    تقييد العلم، لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، حققه: يوسف العش، الطبعة الثانية، دار إحياء السنة النبوية 1974م.
7-    تهذيب التهذيب، للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن حجر العسقلاني. دار إحياء التراث العربي ـ مؤسسة التاريخ العربي ـ بيروت ـ الطبعة الثانية: 1413 ـ 1993.
8-    جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله، للإمام أبي عمر يوسف ابن عبد البر القرطبي 463هـ، قدم له وعلق عليه محمد عبد القادر أحمد عطا، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى 1415هـ ـ 1995م.
9-        الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، تأليف الحافظ الخطيب البغدادي. تحقيق د. محمود الطحان ـ مكتبة المعارف ـ الرياض 1403هـ ـ 1983م.
10-  دراسات في السنة النبوية الشريفة، د. صديق عبد العظيم أبو الحسن والدكتور/ محمد نبيل غنايم، مكتبة الفلاح ـ الكويت 1407 ـ 1987م.
11-  سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ـ إعداد: الشيخ/ هشام سمير البخاري، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ لبنان ـ 1415هـ، 1995م.
12-  سنن الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي، حققه وشرح ألفاظه وعلق عليه ووضع فهارسه. د. مصطفى ديب البغا. دار القلم ـ دمشق ـ الطبعة الأولى: 1412هـ 1991م.
13-  سنن أبي داود، للإمام الحافظ المصنف المتقن أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني الأزدي: إعداد وتعليق عزت عبيد الدعاس، وعادل السيد. دار المغني ـ الرياض ـ دار ابن حزم ـ بيروت ـ الطبعة الأولى 1418هـ ـ 1997م.
14-  سنن ابن ماجه، لأبي عبد الله محمد بن يزيد ـ حققه ووضع فهارسه بالكمبيوتر محمد مصطفى الأعظمي ـ الطبعة الثانية 1414هـ 1994م شركة الطباعة العربية السعودية بالرياض.
15-  سنن النسائي، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب ـ شرح الحافظ جلال الدين السيوطي، وحاشية الإمام السندي، حققه ودققه ووضع فهارسه، مكتب تحقيق التراث الإسلامي. دار المعرفة ـ بيروت ـ الطبعة الثالثة 1414هـ ـ 1994م.
16-  السنة قبل التدوين، تأليف د. محمد عجاج الخطيب، دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت ـ الطبعة الخامسة 1404هـ ـ 1981م.
17-  السنة النبوية وعلومها، تأليف د. أحمد عمر هاشم ـ الطبعة الثانية 1989م، مكتب غريب ـ القاهرة.
18-  السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، تأليف د. الشيخ مصطفى السباعي ـ الطبعة الثانية ـ 1398 ـ 1978 ـ المكتب الإسلامي ـ دمشق ـ بيروت.
19-  سير أعلام النبلاء، تصنيف الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ تحقيق شعيب الأرناؤوط ـ وحسين الأسد ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الطبعة الثانية: 1405هـ ـ 1985م.
20-  صحيح البخاري، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، مع فتح الباري للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار المعرفة للطباعة والنشر ـ بيروت ـ ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
21-  صحيح مسلم، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ـ تحقيق وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار الحديث ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى 1412هـ ـ 1991م.
22-  صحيح مسلم بشرح النووي، ضبط نصه الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الطبعة الأولى 1421هـ ـ 2000م.
23-  الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المعروف بابن سعد ـ الطبعة الأولى الكاملة ـ دراسة وتحقيق محمد عبد القادر عطا ـ دار الكتب العلمية ـ الطبعة الأولى : 1410هـ ـ 1990م ـ بيروت ـ لبنان.
24-  علوم الحديث، لابن الصلاح الإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري ـ تحقيق وشرح نور الدين عتر ـ دار الفكر المعاصر ـ بيروت دار الفكر ـ دمشق، تصدير 1406هـ ـ 1986م.
25-  فتح الباري بشرح صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، للإمام الحافظ: أحمد علي بن حجر العسقلاني. دار المعرفة، بيروت.
26-  الكفاية في علم الرواية، الإمام الحافظ المحدث أبي بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى ( 463هـ )، تحقيق وتعليق الدكتور أحمد عمر هاشم ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ الطبعة الثانية 1406هـ 1986م.
27-  لسان العرب، للإمام العلامة ابن منظور ( 711هـ ) نسقه وعلق عليه ووضع فهارسه مكتب تحقيق التراث ـ طباعة دار إحياء التراث العربي ـ مؤسسة التاريخ العربي ـ بيروت ـ الطبعة الثالثة، 1413هـ ـ 1993م.
28-  المستدرك على الصحيحين، للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد ابن عبد الله الحاكم النيسابوري ـ دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الأولى 1411هـ 1990م.
29-  المستشرقون والسنة، تأليف الدكتور/ سعد المرصفي، الطبعة الأولى 1415هـ ـ 1994م. مكتبة المنار الإسلامية ـ الكويت مع مؤسسة الريان ـ بيروت.
30-  مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، وبهامشه "منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" للمتقي الهندي. المكتب الإسلامي ـ بيروت ـ دمشق. الطبعة الأولى، 1403هـ 1983م. بيروت.
31-  معجم البلدان، ياقوت الحموي ـ دار صادر ـ بيروت.
32-  الموطأ، لإمام الأئمة وعالم المدينة مالك بن أنس. صححه ورقمه وخرج أحاديثه، وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
33-  النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير ـ تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمد محمود الطناحي ـ دار الفكر ـ بيروت.
34-  الهادي إلى لغة العرب، حسين سعيد الكرمي ـ دار لبنان ـ الطبعة الأولى 1411هـ ـ 1991م ـ بيروت.
..............................


([1]) جوامع السيرة، لابن حزم، ( 275 ـ 315).
([2]) ممشقان: أي مصبوغان بالمشق، وهو الطين الأحمر. فتح الباري، 13/307.
([3]) أخرجه البخاري في كتاب "الاعصام"، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ح 7324.
([4]) مجاف: مغلق.
([5]) خشف: صوت القدم على الأرض.
([6]) خضخضة الماء: صوت تحريكه.
([7]) أخرجه مسلم في كتاب "فضائل الصحابة"، ح 158 ـ ( 2491).
([8]) أخرجه الترمذي في كتاب "المناقب"، باب "مناقب أبي هريرة رضي الله عنه"، ح ( 3845).
([9]) أخرجه البخاري في كتاب "البيوع"، باب ما جاء في قول الله عز وجل {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}، [سورة الجمعة ـ الآية  10]، ح (2047).
([10]) أخرجه الترمذي في كتاب "المناقب"، باب "مناقب أبي هريرة رضي الله عنه"، ح (3850).
([11]) أخرجه البخاري في كتاب "العلم"، باب "حفظ العلم"، ح 118.
([12]) أخرجه البخاري في كتاب "العلم"، باب "حفظ العلم"، ح 119.
([13]) وفي طبقات ابن سعد: (فلا أدري إلى أيهما يسلك بي). 4/253.

([14]) الإحكام 5/88.

([15]) طبقات ابن سعد: 4/107.
([16]) الإصابة: 4/157.
([17]) الإصابة: 4/158.
([18]) الإصابة: 4/158.
([19]) أسد الغابة: 43.
([20]) ربعهم يعني المربع وهو منزل القوم في الربيع خاصة ( المعجم الوجيز ).
([21]) الإصابة: 4/160.
([22]) طبقات ابن سعد: 4/128.
([23]) الإصابة: 4/ 159.
([24]) المحجم: الآلة التي يجمع فيها دم الحجامة عند المص. أنظر: "النهاية" و "اللسان" و "الهادي".
([25]) طبقات ابن سعد: 4/ 113.
([26]) طبقات ابن سعد: 4/ 127.
([27]) هو واد في مكة، دفن فيه ابن عمر وغيره من الصحابة، وفيه قال بلال: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وعندي اذخر وجليل. انظر: معجم البلدان، 4/ 237.
([28]) الإحكام في أصول الأحكام، 5/ 87.
([29]) أخرجه مسلم في كتاب "الأشربة"، ح 125 ( 2029 ). وأحمد في "مسنده"، ح 11634. واللفظ له.
([30]) هو الإمام أبو الحجاج المزي، وكتابه هو: تهذيب الكمال في أسماء الرجال.
([31]) أخرجه البخاري في كتاب "الصوم"، باب "من زار قوماً، فلم يفطر عندهم"، ح 1982. وقوله من أولاده دون أسباطه وأحفاده. فتح الباري: 4/229.
([32]) لبس رداءه.
([33]) إذا خلط في الحديث أو إذا هذى.
([34]) الأحكام في أصول الأحكام: 5/88.
([35]) أخرجه البخاري في كتاب "التفسير"، سورة النساء، باب قوله: }وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله{، ح 4587.
([36]) أخرجه البخاري في كتاب "التفسير"، سورة النساء، باب قوله: }وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله{، ح 4588.
([37]) أخرجه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة"، باب "ذكر ابن عباس رضي الله عنهما"، ح 3756.
([38]) أخرجه البخاري في كتاب "الوضوء"، باب "وضع الماء عند الخلاء"، ح 143.  ومسلم في كتاب "فضائل الصحابة"، ح 138 ( 2477).
([39]) الفصل الرابع: تدوين السنة.
([40]) أخرجه البخاري في كتاب "التفسير"، سورة }إذا جاء نصر الله{، باب قوله }فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً{، 4970. وله موضع آخر برقم 3355.
([41]) الإحكام في أصول الأحكام : 5/78ـ 88.
([42]) السرقة: القطعة من القماش ـ فتح الباري: 9/181.
([43]) أخرجه البخاري في كتاب "التعبير"، باب "كشف المرأة في المنام"، ح 7011، وله أطراف، و ح 7012، باب "ثياب الحرير في المنام"، فيه زيادة: رأيت الملك وله أطراف ، و ح 7012، باب "ثياب الحرير في المنام" فيه زيادة: رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير، ومسلم في كتاب "فضائل الصحابة"، ح 79 ـ ( 2438).
([44]) كان يظهره  ولا يخفيه.
([45]) أخرجه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة"، باب "قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لو كنت متخذا خليلاً)، ح 3662.  ومسلم في كتاب "فضائل الصحابة"، 8/ 2384.
([46]) هلكت : ضاعت.
([47]) أخرجه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة"، باب "فضل عائشة رضي الله عنها"، ح 3786. ومسلم في كتاب "فضائل الصحابة"، ح 90  ـ ( 2447 ) نحوه.
([48]) أخرجه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة"، باب "فضل عائشة رضي الله عنها"، ح 3770. ومسلم في كتاب "فضائل الصحابة"، ح 89  ـ ( 2446 ).
([49]) أخرجه الترمذي في كتاب "المناقب"، باب "فضل عائشة رضي الله عنها"، ح 3892.
([50]) أخرجه الترمذي في كتاب "المناقب"، باب "فضل عائشة رضي الله عنها"،  ح 3892.
([51]) أخرجه الدارمي في كتاب "الفرائض"، باب "تعليم الفرائض"، ح 2725.
([52]) هذا لقب المؤرخ خليفة بن خياط.
([53]) طبقات بن سعد: 8/61.
([54]) طبقات بن سعد: 8/62.