‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتوى جبهة علماء الأزهر الشريف - في العمليات الاستشهادية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتوى جبهة علماء الأزهر الشريف - في العمليات الاستشهادية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

فتوى جبهة علماء الأزهر الشريف - في العمليات الاستشهادية

فتوى لجبهة علماء الأزهر الشريف

"منفذو العمليات الاستشهادية أفضل الشهداء، عند الله"

نشأت جبهة علماء الأزهر عام 1946 لتعمل على تحقيق أهداف هي: توجيه التشريع وجهة إسلامية تتفق مع دين الدولة الرسمي «الإسلام»، والعمل على صيانة الآداب العامة، ومحاربة الرذائل في المجتمع، ودراسة الملل والنحل والمذاهب المعاصرة، ودفع ما قد يوجه إلى الإسلام من شبهات، ونشر الثقافة الإسلاميّة، وجعل الدين الإسلامي مادة أساسية في مختلف مراحل التعليم، والعمل على رفع مستوى الأزهريين مادياً ومعنوياً.

واستأنفت الجبهة عملها في العام 1993 بعد فترة توقف، ويتولى رئاستها الحالية أ.د. محمد عبد المنعم البري. وكان شيخ الأزهر الراحل الشيخ جاد الحق يدعمها معنوياً ومادياً. ويبلغ عدد أعضاء الجبهة اكثر من ألف عالم من أساتذة الجامعة الأزهرية والمعاهد والأئمة والوعاظ، ومن أبرز أعضائها أ. د محمد السعدي فرهود، والشيخ سيد سعود ـ وكيل الأزهر الحالي ـ والشيخ سيد عسكر مدير إدارة الوعظ والإعلام الديني بالأزهر ود. موسى شاهين لا شين وكيل جامعة الأزهر وعميد كلية أصول الدين، د. أحمد طه ريان.. عميد كلية الشريعة بأسيوط ورئيس قسم الفقه بشريعة القاهرة، د. محمد عبد السميع جاد وكيل كلية أصول الدين، د. عبد الله عبد الحي.. رئيس قسم الدعوة بأصول الدين بالقاهرة، ود. محمد عبد المنعم البري عميد مركز الدراسات الحرة، والأستاذ بكلية الدعوة، ود. العزمي دمنهوري خليفة رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين، د. محمود مزروعة عميد كلية أصول الدين بالمنوفية، د. عبد الحي الفرماوي.. أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، د. محمد المختار المهدي.. أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر،د. عبد المهدي عبد القادر.. أستاذ علم الحديث بأصول القاهرة، د. حامد عبد الرحمن.. أستاذ قانون المرافعات بشريعة القاهرة، د. أحمد محرم.. رئيس قسم الحديث بأصول الدين بأسيوط، د. عطية السيد فياض.. مدرس الفقه بكلية الشريعة، د. محمد أحمد سحلول.. أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر، د. عبد الرحمن البر.. بأصول الدين بالمنصورة د. يحيى إسماعيل بأصول الدين بالقاهرة.

وقد عقد مجلس إدارة جبهة علماء الأزهر ومكتبها التنفيذي اجتماعات مكثفة بعد أن تناقلت بعض وسائل الإعلام العالمية والمحلية تصريحات لشيخ الأزهر الجديد، محمد سيد طنطاوي والشيخ ناصر الدين الألباني وعدد قليل من العلماء أكدوا خلالها أن الفلسطينيين الذين يقومون بتفجير أنفسهم لإصابة أهداف إسرائيلية ليسوا شهداء. قد وقام علماء الجبهة الثقات الذين يمثلون جميع مؤسسات الأزهر الشريف بأعداد فتوى فقهية رصينة خلصت إلى جواز القيام بالعمليات الاستشهادية، ومثوبة فاعلها بالجنة، وقد حرصت الجبهة في فتواها التي جاءت تحت عنوان «تبرئة وبيان» على ألا تذكر اسم شيخ الأزهر أو غيره رغبة منها في عدم الدخول في خلافات أو صدامات مع أحد، بل كان هدفها ـ كما قالت في مقدمة الفتوى ـ «تنزيه الأزهر الشريف ومؤسساته عن نسبة هذه التصريحات إليه واتهامه بمساندة مسلسل تيار التخاذل والاستسلام والاستهانة بقضايا المسلمين وهو القائم بمهمة الحفظ والبلاغ الثابتة له المنوطة به».

وأكدت الجبهة في تصدير فتواها أنّه «لولا أن جبهة علماء الأزهر الشريف قد جرى ذكر اسمها في معرض هذه الفتنة لكان لها في الانتظار سعة، خصوصا وأن للأزهر مؤسساته القائمة بأموره، وقياداته الناطقة باسمه. أما وأن الحاجة الموجبة للبيان قد نزلت فإن تأخير البيان هنا عن وقتها أمر غير مقبول.. فكيف يسوي الشارع بين من يموت دون حقه، ومن يقدم على الموت يائساً من رحمة الله قانطاً من ربه كارهاً لحياته ؟! إن الأول كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ شهيد، أما الآخر فهو منتحر واستندت الجبهة في فتواها إلى الأحاديث والآيات والوقائع التالية:

أخرج الجماعة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله: «من قتل دون ماله فهو شهيد» وللترمذي والنسائي وأحمد عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد»، وزاد النسائي عن سويد بن مقرن «من قتل دون مظلمته فهو شهيد». وبذا فقد ضمنت السنة درجة الشهادة لا صحاب الحقوق على أي وجه كان الإقدام.. منفرداً أم في جماعة.

وقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ «إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف» فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول هذا ؟ قال: نعم، قال: فرجع إلى أصحابه فقال: اقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه (غمده) فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتّى قتل».

وقد أخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن أسلم أبي عمران التجيبي قال: «كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفاً عظيماً من الروم، فخرج إليهم جمع من المسلمين مثلهم أو أكثر منهم وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتّى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة.. فقام أبو أيوب وقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنّما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال، بعضنا لبعض سراً دون رسول الله ـ صلى الله عليه وآله: إن أموالنا قد ضاعت وإن الله أعز الإسلام وكثر جنده، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها ؟ فأنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ يرد على ما قلنا: ﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله حتّى دفن بأرض الروم».

وقائع وشواهد جديدة

.. ونقل القرطبي عن القاسم بن مخيمرة والقاسم بن محمد وعبد الملك (من علماء المالكية): إنه لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة.

وقال القرطبي بعدها: وقيل إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل لأن مقصودة واحد منهم، وذلك بيّن في قوله تعالى ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾، ونقل عن ابن خويز منداد المالكي قال: فأما أن يحمل الرجل على مائة أو على جملة العسكر أو جماعة اللصوص والمحاربين، فلذلك حالتان.

أن علم وغلب على ظنه انه سيقتل من حمل عليه وينجو فحسن، وكذا لو علم وغلب على ظنه أن يقتل، ولكن سينكي نكاية أو سيبلي أو يؤثر أثراً ينتفع به المسلمون.. فجائز أيضاً.

ودللت الفتوى بشواهد أخرى: وعن محمد بن الحسن الحنفي أنّه لو حمل رجل وحده على ألف رجل من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه لأنه عرض نفسه للتلف في غير منفعة للمسلمين. فان كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتّى يصنعوا مثل صنيعه فلا يبعد جوازه لأن فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه وان كان قصده إرهاب العدو ليعلم صلابة المسلمين في الدين فلا يبعد جوازه، وإذا كان فيه نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله تعالى: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة﴾.

وعلى هذا فإن من قام ويقوم بحق الله عليه وعلى المسلمين في فلسطين وغيرها لا يعدم أن شاء الله أجر الشهداء. ولن ينزل عن قدر ومكانة الغلام الذي أسلم إلى الملك الظالم السهم من كنانته، وقال له فيما أخرجه مسلم في صحيحه: «إنك لست بقاتلي حتّى تفعل ما آمرك به، بأن تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم تضع سهمي في كبد القوس ثم تقول باسم الله رب الغلام، ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الملك الناس في صعيد واحد وفعل في الغلام ما قاله له فوقع السهم في صدغه فمات، فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام». قال مسلم بعدها في صحيحه: فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ والله قد نزل بك حذرك، فقد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدّت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها، ففعلوا حتّى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمي اصبري فإنك على الحق. وبموت الغلام على هذه الصورة، ثم بموت المرأة بعده، أحيا الله موات الجموع الضالة ودخلت في دين الله أفواجا.

شهداء فلسطين أفضل الشهداء:

وقالت الفتوى: إن فلسطين الأرض لأحق من أن تبذل لها الأرواح والدماء والأموال. فإن شهيدها من أفضل الشهداء إن شاء الله. أخرج أحمد في مسنده عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلاّ ما أصابهم من لأواء حتّى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله: وأين هم ؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».

وواصلت الفتوى: ومما ينبغي ذكره هنا أنّه ليس لمغتصب حرمة ما قام على اغتصابه، ولا لدمه كذلك عصمة، وأن اليهود مغتصبي فلسطين لا يعرفون التفرقة بين مدني ومحارب، فجميعهم أهل حرب، ولا أدل على ذلك من أن سفاح المسجد الإبراهيمي «غولدشتاين» الذي يحسبونه الآن في عداد الأبطال لم يكن سوى مدني أظهر ما أبطنه لنا جموع اليهود. وأن تحت دعوى السلام لا يزال يهود يستولون على مزيد من الأراضي المباركة (فلسطين) بمعدل ألف وخمسمائة فدان من الأرض شهرياً.

واختتمت جبهة علماء الأزهر فتواها مؤكدة أن من حق الأزهر على عامة المسلمين تنزيه ساحته عن المعارك السياسية وصون مكانته عن الخصومات الحزبية، وأن مما نرجوه من أهل العلم عامة والمنتسبين إلى الأزهر الشريف بخاصة أن يعروا حرمة ساحته بأن يقدموا حقه على سائر الحقوق بعد حق الله تعالى وحق رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وذلك بأن يبينوا متجه كلامهم ومقصدهم منه، دفعاً للاحتمال ودفعا للبس ﴿ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة﴾.

هذا، والله أعلى وأعلم،،،