الثلاثاء، 15 يناير 2019

تفسير قوله تعالى: {۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد : 33]


{۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد : 33]

يورد الشيخ الإمام (القرطبي) في تفسير قوله تعالى :
 يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم.

فيه مسألتان :
الأولى:
قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)، لما بين حال الكفار (في الآية السابقة)، أمر المؤمنين بلزوم الطاعة في أوامره والرسول في سننه.
(ولا تبطلوا أعمالكم) أي (حسناتكم بالمعاصي)، قاله الحسن . وقال الزهري : (بالكبائر). ابن جريج: (بالرياء والسمعة). وقال مقاتل والثمالي: (بالمن)، وهو خطاب لمن كان يمن على النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامه. وكله متقارب، وقول الحسن يجمعه، وفيه إشارة إلى أن: (الكبائر تحبط الطاعات، والمعاصي تخرج عن الإيمان).

الثانية:
احتج علماؤنا (على مذهب الامام القرطبي) وغيرهم بهذه الآية على أن التحلل من التطوع - صلاة كان أو صوما - بعد التلبس به لا يجوز؛ لأن فيه إبطال العمل وقد نهى الله عنه.
وقال من أجاز ذلك، وهو الإمام الشافعي وغيره: المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض، فنهى الرجل عن إحباط ثوابه. فأما ما كان نفلا فلا؛ لأنه ليس واجباً عليه. فإن زعموا أن اللفظ عام فالعام يجوز تخصيصه ووجه تخصيصه أن النفل تطوع، والتطوع يقتضي تخييرا.
وعن أبي العالية كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب، حتى نزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال.
وقال مقاتل: يقول الله تعالى إذا عصيتم الرسول فقد أبطلتم أعمالكم.

والله أعلى وأعلم،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق