السبت، 22 أبريل 2017

من أول من بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء



من أول من بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء؟
ذكر علماء السيرة النبوية أن "بيعة العقبة" (قبل الهجرة) اشتملت على مبايعة أول امرأتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنَّ:
-       (أسماء بنت عمر بن عدي بن نابي بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة) الأنصارية السلمية، (أم معاذ بن جبل)، وكنيتها (أم منيع).
-       (نسيبة بنت كعب بن عمرو)، وهي (أم عمارة).
وعليه؛ فهاتان المرأتان هما أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء، ولم نقف على بيان أولهما مبايعة.
والله أعلم.

ما هو حد القذف



ما هو حد القذف؟
المقصود بالحد:
"الحد" هو العقوبة، حيث قال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا [سورة البقرة : الآية 229]. وهي عبارة عن عقوبة فرضها الله تعالى على بعض المعاصي والآثام التي نهانا عن ارتكباها.
ويُعدّ تطبيق الحد نوعاً من تطهير العبد في الدنيا؛ حسب ما جاء في حديث عبادة بن الصامت، وفيه: (ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به فهو كفارته).
المقصود بالقذف:
يُقصد بالقذف أن يُتّهم أحد الأشخاص بالزنا أو إقامة علاقة جنسية محرمة مثل اللواط، والقذف باللغة أن ترمي الشيء بقوة، وقد حرم الإسلام القذف وجعله من الكبائر التي يعاقب عليها بإقامة الحد.
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة النور : الآية 23].
وفي الحديث النبوي الشريف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ [أي: المهلكات]. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ). [رواه البخاري (2767)، ومسلم (89)].
حد القذف:
أشار العلماء على وجوب إقامة الحد على من قَذَف محصناً، وهو أن يتم جلده ثمانون جلدةً، وذلك لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) [سورة النور : الآية 4].
فحد القذف هو جلد القاذف ثمانون جلدة.
والله أعلم.  

هل تنام الملائكة



        هل تنام الملائكة؟
أورد الإمام جلال الدين السيوطي (رحمه الله) في كتابه "الحاوي للفتاوي"، رداً على سؤال: هل تنام الملائكة؟
الجواب: ظاهر قوله تعالى: (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) [سورة الأنبياء : الآية 20]، أنهم لا ينامون. ثم رأيت في الحديث ما يشهد لذلك، قال ابن عساكر في تاريخه ... حدثني عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق، قال: سمعت عروة بن رويم اللخمي يقول: حدثني أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن الملائكة قالوا: ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم، فجعلتهم يأكلون الطعام ويشربون الشراب ويلبسون الثياب ويأتون النساء ويركبون الدواب وينامون ويستريحون، ولم تجعل لنا من ذلك شيئا، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة، فقال عز وجل: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان".
وليس في القول بأن الملائكة لا تأخذها سنة ولا نوم تشبيهاً لها بالله عز وجل، (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ) [آية الكرسي – سورة البقرة: الآية 255]، وذلك من أوجه عدة دقيقة تتعلق بفهم مسألة "التشبيه" نفسها:
الوجه الأول:
أن استغناء الملائكة عن النعاس والنوم ليس على وجه الغنى التام عن كل شيء، الثابت لله جل جلاله؛ وإنما على وجه الهيئة الخَلقية التي خلقهم الله عليها، فاستغناء الملائكة ناقص لأنه استغناء جائز قام بخَلق الخالق سبحانه وتعالى، وليس وصفاً ذاتياً واجباً كما هو في حق الرب عز وجل.
الوجه الثاني:
أن كثيرا من المخلوقات لا تحتاج إلى النوم، كالجمادات مثلا، وظاهر أنه لا يقال إن في ذلك تشبيهاً لها بالله عز وجل، لأن استغناء الجمادات عن النوم استغناء نقص وليس استغناء كمال، إذ لا شك أنها لنقصها عن المخلوقات الأعلى درجة منها - وهي الحيوان والإنسان - لم تحتج إلى النوم، وفي هذا دليل على أن مجرد الاستغناء عن النوم ليس دليلا على التشبه بالخالق سبحانه وتعالى.
الوجه الثالث :
أن نفي المثيل عن الله عز وجل، الوارد في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة الشورى : الآية 11]، لا يلزم منه نفي كل قدر ذهني مشترك بين الخالق والمخلوق، وإنما يعني :
1-   نفي اشتراك الخالق والمخلوق في أوصاف الربوبية الخاصة: كالإلهية، والأحدية، والخالقية، وغيرها.
2-   ويعني نفي اشتراكهما في أوصاف المخلوق الخاصة، كالموت والحدوث.
3-   وتعني نفي مماثلة الخالق والمخلوق في الصفات الكاملة.
4-   وتعني نفي مشابهة الخالق والمخلوق في حقيقة هذه الصفات، وهو "الوجود الخارجي لها".
أما أن يستلزم ذلك نفي كل قدر ذهني مشترك في أصل بعض الصفات: فهذا غير صحيح، وهذا هو الأصل الذي بنى عليه "المُعطلة" نفي الصفات عن الله جل جلاله.
مثال يسير: الله عز وجل وصف نفسه بأنه (سميع بصير)، ووصف الإنسانَ أيضا بأنه (سميع بصير) في قوله سبحانه: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [سورة الإنسان : الآية 2]. وذلك لا يستلزم تماثل صفتي السمع والبصر ما بين الخالق والمخلوق، وإنما يعني أن ذهن الإنسان يفهم من معنى السمع قدراً يتصوره في حق الخالق والمخلوق، وإن كان يجهل حقيقة ما يناسب الخالق من هذا السمع، كما أنه يجهل ما يناسب كل مخلوق من السمع، حتى يرى هذا المخلوق، أو يوصف له.
        والله أعلم.

من كتب صلح الحديبية



من كتب صلح الحديبية؟
يعتبر صلح الحديبيّة من أهم المعاهدات التي عقدها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش، وتم عقد هذا الصلح في العام السادس للهجرة، وكان من أهم بنوده، بدء فترة هدنة مدتها عشرة أعوام بين طرفي العقد (الصلح).
وفي المرحلة السابقة على إبرام الصلح (التفاوض)، أرسلت قريش الرسل للتفاوض مع المسلمين، فأوّل من أرسلوا كان "عروة بن مسعود الثقفي"، والذي أُعجب وذُهل من شدّة توقير أصحاب الرسول له. ومن بعده أَرسلت قريش "سهيل بن عمرو"، والذي وكّلت إليه مهمة عقد الصلح مع المسلمين.
كتب صلح الحديبية ابن عم رسول الله الإمام "علي بن أبي طالب" كرّم الله وجهه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم"، فقال حينها سهيل بن عمرو: "لا نعرف من هو الرحمن، اكتب باسمك اللهم"، فاحتجّ المسلمون، ولكنّ الرسول فعل ما أراده سهيل، ثم قال له: "اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله "، فاعترض سهيل مرّة أخرى قائلاً: "لو نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت"، فقال الرسول حينها: "إني رسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبدالله"، وهكذا بدأ "علي" بكتابة بنود الصلح. وسمّي هذا الصلح بهذا الاسم نسبة إلى الحديبيّة الموقع الذي عقد فيه هذا الصلح.
وفي صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية (1783): حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كتب علي بن أبي طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب: هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله، فقالوا: لا تكتب رسول الله، فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: امحه، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده. قال: وكان فيما اشترطوا أن يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا ولا يدخلها بسلاح إلا جلبان السلاح، قلت لأبي إسحق: وما جلبان السلاح؟ قال القراب وما فيه. حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال: سمعت البراء بن عازب يقول لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب "علي" كتاباً بينهم، قال: فكتب محمد رسول الله ثم ذكر بنحو حديث معاذ غير أنه لم يذكر في الحديث هذا ما كاتب عليه.
والله أعلم.