السبت، 22 أبريل 2017

من كتب صلح الحديبية



من كتب صلح الحديبية؟
يعتبر صلح الحديبيّة من أهم المعاهدات التي عقدها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش، وتم عقد هذا الصلح في العام السادس للهجرة، وكان من أهم بنوده، بدء فترة هدنة مدتها عشرة أعوام بين طرفي العقد (الصلح).
وفي المرحلة السابقة على إبرام الصلح (التفاوض)، أرسلت قريش الرسل للتفاوض مع المسلمين، فأوّل من أرسلوا كان "عروة بن مسعود الثقفي"، والذي أُعجب وذُهل من شدّة توقير أصحاب الرسول له. ومن بعده أَرسلت قريش "سهيل بن عمرو"، والذي وكّلت إليه مهمة عقد الصلح مع المسلمين.
كتب صلح الحديبية ابن عم رسول الله الإمام "علي بن أبي طالب" كرّم الله وجهه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم"، فقال حينها سهيل بن عمرو: "لا نعرف من هو الرحمن، اكتب باسمك اللهم"، فاحتجّ المسلمون، ولكنّ الرسول فعل ما أراده سهيل، ثم قال له: "اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله "، فاعترض سهيل مرّة أخرى قائلاً: "لو نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت"، فقال الرسول حينها: "إني رسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبدالله"، وهكذا بدأ "علي" بكتابة بنود الصلح. وسمّي هذا الصلح بهذا الاسم نسبة إلى الحديبيّة الموقع الذي عقد فيه هذا الصلح.
وفي صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية (1783): حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كتب علي بن أبي طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب: هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله، فقالوا: لا تكتب رسول الله، فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: امحه، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده. قال: وكان فيما اشترطوا أن يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا ولا يدخلها بسلاح إلا جلبان السلاح، قلت لأبي إسحق: وما جلبان السلاح؟ قال القراب وما فيه. حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال: سمعت البراء بن عازب يقول لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب "علي" كتاباً بينهم، قال: فكتب محمد رسول الله ثم ذكر بنحو حديث معاذ غير أنه لم يذكر في الحديث هذا ما كاتب عليه.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق